الاثنين، 25 فبراير 2013

الاخلاق


يقول جون بول سارتر  : "  لا يوجد غيري فأنا وحدي  الذي أقرر الخير  واخترع الشر " حلل وناقش .

*  الطريقة الاستقصائية



*المقدمة :  يطلق لفظ الأخلاق  على جميع الأفعال الصادرة  عن النفس محمودة كانت أو مذمومة  منها يعرف بالخير  والمذمومة منها يعرف بالشر ، وهما المحوران اللذان  يدور حولهما  علم الأخلاق ،  وإذا كان الستر قد أرجع  الخير والشر إلى الفرد  فهل مصدر القيمة الأخلاقية  ذاتي دائما ؟  بمعنى هل الخير  والشر  من صنع الإنسان  أم أن هناك أطرافا  أخرى يمكنها  صناعة القيم الأخلاقية ؟

التحليل :

 القيمة الأخلاقية الذاتية :  القيم الأخلاقية مصدرها الفرد .

   ذهب سارتر  أن مصدر القيمة الأخلاقية  هو الفرد ،  فهو الذي يقرر الخير  وهو الذي يخترع الشر  ، فتصور سارتر الإنسان  على أنه كائن لذاته ،  وتصور سارتر للنشاط الإنساني  على أنه كائن لذاته ،  وتصور سارتر للنشاط  الإنساني على أنه حر  ، وأن ماهية الإنسان ما هو ما   يوجد بنفسه ( الوجودية )  يشمل   على فلسفة سارتر  الأخلاقية التي تنطلق   من الذات فيترتب عليها  أن الإنسان    هو الذي يضع القيم  فيضع الخير والشر . وبذلك   فهو يعدم وجود الغير  في وضع القيم  وعلى هذا كانت  المسؤولية مطلقة عند سارتر .

     غير أن هذا الرأي  نجده عند أنصار النزعة   التجريبية والنزعة العقلية  على حد سواء  ، فالتجريبيون  يرجعون مصدر القيم الأخلاقية    إلى التجربة  والممارسة الفردية  ، التي تتطور إلى عادة اجتماعية  ، كما أن العقليون يرون  أن مصدر القيم الأخلاقية  هو العقل الإنساني إذا به نحكم  على الأشياء وبه نميز  بين الخير والشر وبالتالي  فالفرد مصدر القيم الأخلاقية  هو العقل الإنساني  إذ به نحكم على الأشياء  وبه نميز بين الخير  والشر وبالتالي فالفرد  مصدر القيم الأخلاقية . 

_  لكن الفرد ليس المصدر الوحيد  للقيم الأخلاقية ،  فإقصاء الغير في  صناعة الأخلاق أمر لا يثبته الواقع ،  كما أن التجربة الفردية  مختلفة ومتناقضة  والعقل قاصر لا يهدي صاحبه  في جميع الأحوال .

 القيمة الأخلاقية موضوعية :  القيم الأخلاقية مصدرها المجتمع والدين .

        إن الأخلاق في نظر آخرين  من الفلاسفة من خلاف سارتر ) 1(  تنبع من المجتمع  ومن الدين حيث يرى  أثار النزعة  الاجتماعية والقيم  الأخلاقية نابعة عن تأثير الجماعة  في الفرد حيث يقول " دوركايم " : "  إذا استنكر أحدنا الفاحشة فلأن المجتمع يستنكرها " .  كما يرى أنصار الاتجاه   الديني أن القيم الأخلاقية  صادر عن  الوحي

 (  فالتعاليم الدينية مصدر القيم الأخلاقية )  فهي جاءت لكي تساعد العقل  علي إدراك الخير والشر .

هذا الموقف الديني نجده  بوضوح عند مفكري الإسلام  خاصة موقف المفكرين الأشاعرة  الذي يعتبر الدين مصدر الخير والشر  فالواجبات في نظرهم  سمعية كلها " افعل ما تؤمر  آية .  باعتبار أن القيم  مختلفة باختلاف الدين .

         _  لكن الفرد قد يحدث  ثورة فكرية ، وأخلاقية ويخرج عن العرف  ويغير قواعد المجتمع ، كما  أن المثل الأعلى الوارد  عن طريق الوحي قد  ينعدم عند بعض الشعوب   وتبقي لديهم أخلاقهم الخاصة .

 القيمة الأخلاقية ذاتية وموضوعية :  القيم  من صنع أطراف مختلفة
      من القيم الأخلاقية ما هو  صادر عن الفرد وتبقى هذه الأخلاق محل اختلاف بين الناس  ،  ومن القيم ما هو صادر عن المجتمع  كالعادات والتقاليد  وهي متغير من جماعة لأخرى  ، ومن القيم ما هو صادر  عن الوحي كأخلاق المسلمين  وما يتعلق بالحلال والحرام  وهي تتمتع بالثبات .

الخاتمة :  إن موقف سارتر من الأخلاق لا يمكن التسليم به ، إذ ليس بإمكان الفرد  أن يقرر وحده الخير والشر، رغم أنه قادر  على ابتكار القيم الأخلاقية  وقادر على الالتزام  بها  أو تركها .  فالقيم الأخلاقية  تصنعها أطراف  مختلفة الفرد ، المجتمع ، والدين . 

0 التعليقات:

إرسال تعليق